فقــال : إني راحلٌ عنكمْ اليومَ يا أصدقائي كم يؤلمني فراقُــكمْ ولكن لا بد من الــرحيــلْ قالَ لنا تلك الكلمات ونحنُ في ذهـــوُلٍ تــامْ وتساءلنا بصوتٍ واحد ؛ لماذا ترحل ؟ وكيف تتركنا بعدَ كل تلك السنيـنْ ؟ وهــلْ نحيــا بـــدونك أيهــا الحب ؟ بالله أخبــرنــا
فأجـاب : أنا لم أنـوِِ الرحيل الا بعدَ أن أيقنت بأن نهايــةْ حبكما قــد حانتْ وآنَ أوانها لا تكذِبـوا على أنفسكم أكثر من ذلكْ فأنتما لم تعودا حبيبْيـن إن قلوبكم قد أصابها الهَـوان والتعــبْ سأرحل عنكم مرغما فليس لي مكان بينكم الآن وظل يرددْ بينه وبين نفسه وهو منهار لقــد ماتَ الحــب ؛ لقــد مات الحب ولن يعــود أبــدا دعوني أبحث عن القلوب العاشقة في مكان آخر أما أنتمْ فأقول لكم الــوداع يا أحبــابْ الــوداعْ
وفي لحظاتٍ بسيطــة إختفى الحــب ورحــلْ وعاد الصمت ليســودَ المكــانْ ولم يبـقَ غيرنا أنا وهــيَ
إلتفتُ إاليها بحـذرْ جاءت عيني بعينيها الغارقــةُ بالدمــوع نــظــرتُ إليهــا وكأنــي أسألهــا الرحيل أنا الآخــرْ فأومــأتْ لي برأسِــها ببطـءْ وكأنها تقول لي أجل لقد أتتْ ساعةُ الفُـراقْ يا حبيبي إنــها النهـــايــة فبــعْــدَ رحيل الحب ماذا ننتــظِــرْ ؟ إذهب الى حيثُ تشــاءْ
فحملتُ نفسي المتهالكة قاصداً الرحيــل أنا أيضــاً ولــكن .. ألى أيــن .. لا أعلــمْ أمــا هــيَ فقــد تركتــها صامتــةً في مكانهــا وحيـــــــدةْ ،،