اذا خانك زوجك ماذا تفعلين؟
سؤال بسيط لكنه يحمل في جوهره كل المشاكل وربما الحروب. ولا اغالي اذا قلت ان الخيانة الزوجية هي سبب اغلب المشاكل في مجتمعات كثيرة.
ماذا تفعل المرأة اذا خانها زوجها، هل تطلب الطلاق منه وتكتفي بذلك؟ ام تعاقبه على طريقتها؟ ام تسامحه؟؟
هذا السؤال الثلاثي يكفي لفتح باب الكلام عن هذا الامر المرعب في اغلب المجتمعات.
ليلى. م اكتشفت ان زوجها يخونها مع فتاة جملية، ثارت وعصفت وهدرت في نفسها، لكنها لم تجازف بطلب الطلاق من زوجها، رغم تأكدها من الخيانة التي يمارسها زوجها. تعاملت مع «الكارثة» بهدوء وانصاعت الى عقلها والى مصلحة اولادها، فاذا تطلقت تتفكك العائلة ــ المؤلفة من اربعة اولاد.
تقول ليلى: خيانة زوجي لي قصمت ظهري وخربت حياتي، وبات قلبي خارج معناه العاطفي، ورغم كل هذا الشعور لم اجازف بطلب الطلاق، لانني لا اريد تمزيق عائلتي وتشريد اولادي او التسبب لهم بحياة سيئة بعيدة عن الوالدين.
تعترف ليلى انها غير راضية عن قرارها هذا، وتقول انه قرار يستند الى وعي مختلف وليس الى شعور انساني عاطفي، انه شعور مصلحة (..) هذه المصلحة تولد الاحزان والكآبة في حياتي وأنا مستعدة للتضحية بسعادتي لأجل أولادي فقط، فزوجي الخائن يحب أولاده وهم يحبونه كثيراً، وإذا حصل الطلاق فإن هذا الحب وهذه العاطفة ستتغير وربما تزول، وإذا حصل ذلك فإن مصير أولادي سيكون في مساحة الخوف والقلق.
تُراهن السيدة ليلى على ضمير زوجها فهو مازال يحبها لكنه «رجل يحب النساء الجميلات وضعيف أمام نظرات الإغراء».
تؤكد ليلى ان زوجها يحبها رغم انه يخونها: هو حنون معي ولا يقصر بحقي، وربما هذا الحب الذي يشعرني به هو الذي يساهم في استمرار الرابط بيننا إلى جانب مصلحة أولادي.
رهان ليلى على ضمير زوجها ربما يطول كثيراً وربما تخسر رهانها لكنها لا تفرط بالعائلة كما تقول، وهذا ما يجعلها تسامح زوجها وان كان بعدم رضاها.
سألتها: تسامحين زوجك وفي الوقت نفسه لا ترضين بقرارك؟!
تضحك وتبكي في آن واحد، تتنهد وتقول: الرجال هم الشر بعينه، هذا الشر الذي لا يمكننا العيش خارج حدوده الواسعة!
في انتظار الدليل
نادية. ع طلبت الطلاق من زوجها لأنها تشك في سلوكه مع النساء، لكنها لم تستطع حتى الآن إدانته لأنها لم تلمس الخيانة بعد. رغم ذلك، تشك نادية بزوجها وتقول: أعتقد انه يخونني، وكل الدلائل في حياتنا تدل على انه خائن. لذلك طلبت الطلاق، فرفض وأحرجني حيث طالبني بالدليل على انه يخونني، وبالفعل فشلت في إثبات الدليل (...).
أنا اليوم ما زلت في حياة زوجي لكنني لا أثق بسلوكه الاجتماعي، فالنساء كثيرات اللواتي يتحدث إليهن ويعرفهن، انني أنتظر الدليل القاطع حتى أمارس حقي بإدانته، وإلى أن يأتي ذلك اليوم، سأبقى أصارع نفسي وأتألم.
تعترف نادية بقدرات زوجها على «الغزل»: لأنه يغازل النساء بطريقة جاذبة، والمرأة تجذبها الكلمة الجميلة، وزوجي يتمتع «بكاريزما» جاذبة جداً، لذلك بات عائقاً في حياتي ويسبب لي المشاكل، وثمة مناسبات تأتي ونكون فيها معا ونظرات النساء إلى زوجي تأتيه من كل حدب وصوب، وأنه «زير» نساء، فهل يمكنني تحمل هذا الأمر؟ لا أعتقد انني سأتحمل بعد.
منى. س تعاقب زوجها لأنه يخونها وتشرح كيف يكون العقاب، لا داعي لشرح طريقة وأسلوب الخيانة التي يمارسها زوجي، فهي واضحة ومكشوفة بالنسبة لي، ولا داعي لأخبار الناس عنها، ولكني سأبوح بما عندي من أساليب رادعة للخيانة، حين تأكدت ان زوجي يخونني تظاهرت بانني غير مكترثة لأعماله السخيفة، وبدأت أهتم بجمالي وأنوثتي إلى درجة باتت تجذب كل النظرات، ثم بدأت أمنعه من التقرب مني حتى بات يشك بأنني أخونه، وهنا جنَّ زوجي، وبدأت الظنون تفتك بحياته وأيامه، حتى جاء اليوم الذي صارحني فيه وقال: بدأت أشعر بأنك تعيشين مع رجل آخر.
وحين واجهته بمعلوماتي الأكيدة وكيف يمارس الخيانة، وقع على الأرض، طلب الرحمة، وتعهد بالإخلاص، ومذ تلك اللحظة وزوجي بين يدي كخاتم، فإذا خرج من المنزل لا يتأخر ويخبرني إلى أين يذهب (...)، ومازالت هذه الحال بيننا منذ أكثر من سنتين، واعتقد ان عقابي له كان رادعا بامتياز.
لا تدعو منى الزوجات المخدوعات بخيانة الزوج للامتثال إلى هذا الاسلوب، فهناك رجال يجب ان يعاقبوا بطريقة قاسية.
عدم تكامل عاطفي
الخيانة الزوجية من وجهة نظر (علم النفس) هي نتيجة عدم تكامل عاطفي وجنسي بين الشريكين، وليست الخيانة محصورة في خانة الرجل، فهناك نساء كثيرات يمارسن الخيانة الزوجية، والسبب هو نفسه الذي ينطلق منه الرجل.
ثمة خيانة زوجية يمارسها الرجل تكون مدمرة للعائلة، خصوصا اذا استمرت وبشكل فاضح وتحت علم المرأة، ففي حالة كهذه، لا يكون الرجل خائنا فحسب، بل يمارس نوعا من الاعتداء النفسي والجسدي على زوجته، وفي حالة كهذه يجب ان يتدخل القانون لحسم الأمر.