هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلالتسجيل

 

 ديوان... مجنون ليلى قيس ابن الملوح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قيس _ليلى
ابن ليبيا متميز
ابن ليبيا متميز
قيس _ليلى


ذكر عدد الرسائل : 44
العمر : 54
الدولة : libya
تاريخ التسجيل : 25/01/2009

ديوان... مجنون ليلى  قيس ابن الملوح Empty
مُساهمةموضوع: ديوان... مجنون ليلى قيس ابن الملوح   ديوان... مجنون ليلى  قيس ابن الملوح Icon_minitimeالأحد يناير 25, 2009 8:49 am

مجنون ليلى

أَلاَ لاَ أُحِـبُّ السَّيـرَ إلاَّ مُصَعِّـداً

وَلاَ البَـرْقَ إلاَّ أَنْ يَكُـونَ يَمَانِيَـا

عَلَى مِثْلِ لَيْلَى يَقْتُلُ المَرءُ نَفْسَـهُ وَإنْ

كُنْتُ مِنْ لَيْلَى عَلَى الْيَـأسِ طَاوِيَـا

إِذَا مَا تَمَنَّى النَّاسُ رَوْحـاً وَرَاحـةً

تَمَنَّيْتُ أَنْ ألقـاكِ يَا لَيْـلَ خالِيَـا

أَرَى سَقَماً فِي الْجِسْمِ أصْبَحَ ثَاوِيـا

وَحُزْناً طوِيلاً رَائحـاً ثُـمَّ غَادِيَـا

وَنَادَى مُنَادِي الْحُـبِّ أَيْنَ أَسِيرُنَـا

لَعـلَّكَ مَـا تَـزْدَادُ إِلاَّ تَمَـادِيَـا

حَملْتُ فُـؤَادِي إِنْ تَعَلَّـقَ حُبَّـهَا

جَعَلْتُ لَهُ مِنْ زَفْرَةِ الـمَوْت فَادِيَـا

مجنون ليلى





تَذكَّرْتُ لَيْلَـى والسِّنيـنَ الْخوَالِيـا

وَأيَّامَ لاَ نَخْشَى على اللَّهْـوِ نَاهِيَـا

وَيَومٌ كَظِلِّ الرُّمْـحِ قَصَّـرْتُ ظِلَّـهُ

بِلَيْلَـى فَلَهَّانِـي وَمَا كُنْـتُ لاَهِيَـا

بِثَمْدِينَ لاَحَتْ نَارُ لَيْلَـى وَصُحْبَتِـي

بِذاتِ الْغَضَى تُزْجي المَطِيَّ النَّوَاجِيَـا

فَقَالَ بَصيرُ الْقَوْمِ ألْمَحْـتُ كَوْكَبـاً

بَدَا فِي سَوَادِ اللَّيْـلِ فَـرْداً يَمَانِيَـا

فَقُلْتُ لَهُ : بَـلْ نارُ ليْلـى تَوقَّـدتْ

بِعَلْيَا تَسَامَـى ضَوْؤُهَـا فَبَـدَا لِيَـا

فَلَيْتَ رِكابَ الْقَوْم لَمْ تَقْطَعِ الْغَضَـى

وَليْتَ الْغَضَى مَاشَى الرِّكَابَ ليَاليَـا

فَيَا لَيْلَ كَمْ مِنْ حَاجَـةٍ لِي مُهِمَّـةٍ

إِذَا جِئْتُكُمْ بِاللَّيْـلِ لَـمْ أدْرِ مَا هِيَـا

خَلِيلَـيَّ إِنْ لاَ تَبْكِيَـانِـيَ أَلْتمِـسْ

خَلِيلاً إِذَا أَنْزفْتُ دَمْعِـي بَكَـى لِيَـا

فَمَا أُشْـرِفُ الأَيْفَـاعَ إِلاَّ صَبَابـةً

وَلاَ أُنْشِـدُ الأَشْعَـارَ إِلاَّ تَـدَاوِيَـا

وَقَدْ يَجْمَـعُ اللهُ الشَّتِيتَيـنِ بَعْدَمَـا

يَظُنَّـانِ كُـلَّ الظَّـنِّ أَنْ لاَ تَلاَقِيَـا

لَحَـى اللهُ أَقْوَامـاً يَقُولُـونَ إِنَّنَـا

وَجَدْنَا طَوَالَ الدَّهْرِ لِلحُـبِّ شَافيَـا

وَعَهْدِي بِلَيْلَـى وَهْيَ ذاتُ مُؤَصَّـدٍ

تَـرُدُّ عَلَيْنَـا بِالْعَشِـيِّ المَـوَاشيَـا

فَشَبَّ بنُو لَيْلَـى وَشَبَّ بَنُـو ابْنِهَـا

وَأعْلاَقُ لَيْلَى فِي فُـؤَادِي كَمَا هِيَـا

إِذَا مَـا جَلَسْنَـا مَجْلِسـاً نَسْتَلِـذُّهُ

تَوَاشَوْا بِنَـا حَتَّـى أَمَـلَّ مَكَانيَـا

سَقَى اللهُ جَارَاتٍ لِلَيْلَـى تَبَاعَـدَتْ

بِهنَّ النَّوَى حَيْثُ احْتَلَلْـن المطَالِيَـا

وَلَمْ يُنْسِنِي لَيْلَى افْتِقَـارٌ وَلاَ غِنـىً

وَلاَ تَوْبَةٌ حَتَّى احْتَضَنْـتُ السَّوَاريَـا

وَلاَ نِسوةٌ صبَّغْـنَ كَبْـدَاءَ جَلْعَـداً

لِتُشْبِـهَ لَيْلَـى ثُـمَّ عَرَّضْنَـهَا لِيَـا

خَلِيلَـيَّ لاَ وَاللهِ لاَ أمْـلِكُ الَّـذي

قَضَى اللهُ فِي لَيْلَى ولاَ مَا قضَى لِيَـا

قَضَاها لِغَيْـري وَابْتَلاَنِـي بِحُبِّـها

فَهَلاَّ بشَـيْءٍ غيْـرِ لَيْلَـى ابْتلاَنِيَـا

وَخبَّـرْتُمَـانِـي أَنَّ تَيْـمَاءَ مَنْـزِلٌ

لِلَيْلَى إِذَا مَا الصَّيْفُ ألْقَـى المَرَاسيَـا

فَهَذِي شُهُورُ الصَّيْفِ عَنَّا قَدِ انْقَضتْ

فَمَا لِلنَّوَى تَرْمِـي بِلَيْلَـى المَرَاميَـا

فَلَـوْ أنَّ وَاشٍ بِـالْيَـمَـامَـةِ دَارُهُ

وَدَارِي بأَعْلَى حَضْرَ مَوْت اهْتَدَى لِيَا

وَمَاذَا لَهُـمْ لاَ أَحْسَـنَ اللهُ حَالَهُـمْ

مِنَ الحَظِّ فِي تصْرِيـمِ لَيْلَى حبَالِيَـا

وَقَدْ كُنْتُ أعْلُو حُبَّ لَيْلَى فلَمْ يَـزَلْ

بِيَ النَّقْضُ وَالإِبْـرامُ حَتَّـى عَلاَنِيَـا

فيَا رَبِّ سَوِّ الحُـبَّ بيْنِـي وَبَيْنَـهَا

يَكُـونُ كَفَافـاً لاَ عَلَـيَّ وَلاَ لِيَـا

فَمَا طلَعَ النَّجْـمُ الَّذي يُهْـتَدَى بِـهِ

وَلاَ الصُّبْحُ إلاَّ هيَّجَـا ذِكْرَهـا لِيَـا

وَلاَ سِرْتُ مِيلاً مِنْ دِمَشْـقَ وَلاَ بَـدَا

سُهَيْـلٌ لأِهْـلِ الشَّـامِ إلاَّ بَدا لِيَـا

وَلاَ سُمِّيَـتْ عِنْـدِي لَهَا مِنْ سَمِيَّـةٍ

مِنَ النَّـاسِ إِلاَّ بَـلَّ دَمْعـي رِدَائِيَـا

وَلاَ هَبَّتِ الرِّيحُ الجنُـوبُ لأِرْضِـهَا

مِنَ اللَّيْـل إلاَّ بِـتُّ لِلرِّيـحِ حَانِيَـا

فَإِنْ تَمْنَعُوا لَيْلَـى وَتَحْمُـوا بِلاَدَهَـا

عَلَيَّ فَلَـنْ تَحْمُـوا عَلَـيَّ الْقَوَافِيَـا

فَـأشْهَـدُ عِنْـدَ اللهِ أنِّـي أُحِبُّـهَا

فَهَذا لَهَا عِنْدِي فَمَـا عِنْدَهَـا لِيَـا

قَضَى الله بِالْمَعْرُوفِ مِنْـهَا لِغَيْرِنَـا

وَبِالشَّوْقِ مِنِّي وَالْغَـرَامِ قَضَـى ليَـا

وإنَّ الَّـذي أمَّلْـتُ يَـا أُمَّ مَـالِكٍ

أَشَابَ فُوَيْـدِي وَاسْتَـهَامَ فُؤَادِيـا

أعُـدُّ اللَّيَـالِـي لَيْلَـةً بَعْـدَ لَيْلَـةٍ

وقَدْ عِشْتُ دَهْـراً لاَ أعُـدَّ اللَّيَالِيَـا

وأخْـرُجُ مِنْ بَيْنِ الْبُيُـوتِ لَعَلَّنِـي

أُحَدِّثُ عَنْكِ النَّفْسَ بِاللَّيْـلِ خَالِيـا

أرَانِي إذَا صَلَّيْـتُ يَمَّمْـتُ نَحْوَهَـا

بِوَجْهِي وَإِنْ كَانَ المُصَلَّـى وَرَائِيَـا

وَمَا بِـيَ إشْـرَاكٌ وَلَكِـنَّ حُبَّـهَا

وَعُظْمَ الجَوَى أَعْيَا الطَّبِيـبَ المُدَاوِيَـا

أُحِبُّ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا وَافـقَ اسْمَـهَا

أَوْ اشْبَـهَهُ أَوْ كَـانَ مِنْـهُ مُدَانِيَـا

خَلِيلَيَّ لَيْلَى أكْبَرُ الْحَـاجِ وَالْمُنَـى

فَمَنْ لِي بِلَيْلَى أوْ فَمَـنْ ذَا لَها بِيَـا

لَعَـمْري لَقَدْ أبْكَيْتِنِـي يَا حَمَامَـةَ

الْعقيقِ وَأبْكَيْـتِ الْعُيُـونَ الْبَوَاكِيَـا

خَلِيلَيَّ مَا أَرْجُو مِنَ الْعَيْـشِ بَعْدَمَـا

أَرَى حَاجَتِي تُشْرَى وَلاَ تُشْتَرى لِيَـا

وَتُجْـرِمُ لَيْلَـى ثُـمَّ تَزْعُـمُ أنَّنِـي

سَلْوْتُ وَلاَ يَخْفى عَلَى النَّاسِ مَا بِيَـا

فَلَـمْ أَرَ مِثْلَيْنَـا خلِيلَـيْ صَبَـابَـةٍ

أَشَدَّ عَلَى رَغْـمِ الأَعَـادِي تَصَافِيَـا

خَلِيلاَنِ لاَ نَرْجُو اللِّقـاءَ وَلاَ نَـرَى

خَلِيْلَيْـنِ إلاَّ يَـرْجُـوَان تـلاَقِيَـا

وِإنِّي لأَسْتحْيِيكِ أَنْ تَعـرِضَ المُنَـى

بِوَصْلِكِ أَوْ أَنْ تَعْرِضِي فِي المُنَى لِيَـا

يَقُـولُ أُنَـاسٌ عَلَّ مَجْنُـونَ عَامِـرٍ

يَرُومُ سُلُـوّاً قُلْـتُ أنَّـى لِمَا بِيَـا

بِيَ الْيَـأْسُ أوْ دَاءُ الهُيَـامِ أصَابَنِـي

فَإيَّاكَ عنِّـي لاَ يَكُـنْ بِـكَ مَا بِيَـا

إِذَا مَا اسْتَطَالَ الدَّهْـرُ يَا أُمَّ مَـالِكٍ

فَشَأْنُ المَنَايَـا الْقَاضِيَـاتِ وَشَانِيَـا

إِذَا اكْتَحَلَتْ عَيْنِي بِعَيْنِـكِ لَمْ تـزَلْ

بِخَيْرٍ وَجَلَّـتْ غَمْـرَةً عَنْ فُؤادِيَـا

فَأنْتِ الَّتِي إِنْ شِئْتِ أشْقَيْتِ عِيشَتِـي

وَأنْتِ الَّتِي إِنْ شِئْتِ أنْعَمْـتِ بَاليَـا

وَأنْتِ الَّتِي مَا مِنْ صَدِيقٍ وَلاَ عِـدى

يَرَى نِضوَ مَا أبْقيْـتِ إلاَّ رَثـى لِيَـا

أمَضْرُوبَـةٌ لَيْلَـى عَلَـى أَنْ أَزُرَهـا

وَمُتَّخَـذٌ ذَنْبـاً لَهَـا أَنْ تَـرَانِيَـا

إِذَا سِرْتُ فِي الأرْضِ الْفَضَاءِ رَأيْتُنِـي

أُصَانـعُ رَحْلِـي أَنْ يَمِيـلَ حِيَالِيَـا

يَمِيـناً إِذَا كَانَتْ يَمِيـناً وَإنْ تَكُـنْ

شِمَالاً يُنَازِعْنِي الـهَوَى عَنْ شِمَالِيَـا

هِيَ السِّحْـرُ إِلاَّ أَنَّ للسِّحْـرَ رُقْيَـةً

وَإنِّـيَ لاَ أُلْفِـي لَهَا الدَّهْـرَ رَاقِيَـا

إِذَا نَحْـنُ أدْلَجْنَـا وأَنْـتِ أمَامَنَـا

كَفَـى لِمَطَايَانَـا بِذِكْـرَاك هَادِيَـا

ذَكَتْ نَارُ شَوْقِي فِي فُؤَادِي فَأَصْبَحَتْ

لَهَا وَهَـجٌ مُسْتَضْـرَمٌ فِـي فُؤَادِيَـا

أَلاَ أيُّها الرَّكْبُ الْيَمانُـونَ عَرِّجُـوا

عَلَيْنَـا فَقَدْ أمْسَـى هَوَانَـا يَمَانِيَـا

أسَائِلكُمْ هَلْ سَـالَ نَعْـمَانُ بَعْدَنَـا

وَحُبَّ علينا بَطـنُ نَعْـمَانُ وَادِيَـا

أَلاَ يَا حَمَامَيْ بَطْنِ نَعْـمَانَ هِجْتُـمَا

عَلَـيَّ الـهَوَى لـمَّا تَغَنَّيْتُـمَا لِيَـا

وَأبكيْتُمَانِي وَسْطَ صَحْبِي وَلَمْ أكُـنْ

أُبَالِي دُمُوعَ الْعَيْنِ لَوْ كُنْـتُ خَالِيَـا

وَيَا أيُّهـا الْقُمْـرِيَّتَـانِ تَجَـاوَبَـا

بِلَحْنَيْكُـمَا ثُـمَّ اسْجَـعَا عَلِّلاَنِيَـا

فَإنْ أنْتُـمَا اسْتطْرَبْتُـمَا أَوْ أَرَدْتُمَـا

لَحَاقاً بأطْـلاَل الْغَضَـى فَاتْبَعَانِيَـا

أَلاَ لَيْتَ شِعْـرِي مَا لِلَيْلَـى وَمَا لِيَـا

وَمَا لِلصِّبَا مِنْ بَعْـدِ شَيْـبٍ عَلانِيَـا

أَلاَ أيُّهَا الْوَاشِـي بِلَيْلَـى أَلاَ تَـرَى

إلى مَنْ تَشِيهَا أَوْ بِمَنْ جِئْت وَاشِيَـا

لئِنْ ظَعَنَ الأَحْبَـابُ يَـا أُمَّ مَـالِكٍ

فَمَا ظَعَنَ الْحُـبُّ الَّذِي فِي فُؤَادِيَـا

فَيَا ربِّ إِذْ صَيَّـرْتَ لَيْلَى هِيَ المُنَـى

فَزِنِّـي بِعَيْنَيْـهَا كَمَـا زِنْتَـهَا لِيَـا

وإلاّ فَبـغِّـضْـهَا إلَـيَّ وَأهْـلَـهَا

فَإنِّي بلَيْلَـى قَـدْ لَقِيـتُ الدَّوَاهيَـا

عَلَى مِثْل لَيْلَى يَقْتُـلُ المَـرْءُ نَفْسَـهُ

وَإن كُنْتُ مِنْ ليْلَى عَلَى الْيَأْسِ طَاوِيَا

خَلِيلَـيَّ إِنَّ ضَنُّـوا بِلَيْلَـى فقرِّبَـا

لِيَ النَّعْشَ وَالأَكْفَانَ وَاسْتغْفِـرَا لِيَـا

إِنَّ التِـي زَعَمـتْ فُـؤادَكَ مَلَّهَـا

خُلِقَتْ هَوَاكَ كَمَا خُلِقْتَ هَوَىً لَهَـا

فَإِذَا وَجَدتُ لَهَـا وَسَـاوِسَ سَلْـوَةٍ

شَفَعَ الضَّمِيـرُ إلى الفـؤادِ فَسَلَّهَـا

بَيضَـاءُ بَاكَرَهَـا النَّعِيـمُ فَصَاغَهَـا

بِلَبَـاقَـةٍ فَـأَدَقَّهَـا وَأَجَـلَّـهَـا

إِنِّي لأَكْتُمُ فِي الحَشَـا مِـنْ حُبِّهَـا

وَجْـداً لَوْ أَصْبَـحَ فَوقَهَـا لأَظَلَّهَـا

وَيَبِيتُ تَحتَ جَوَانِحِي حُـبٌّ لَهَـا

لَوْ كَـانَ تَحـتَ فِرَاشهَـا لأَقَلَّهَـا

ضَنَّـتْ بِنَائِلهَـا فَقُلـتُ لِصَاحِبِـي

مَـا كَـانَ أَكْثَرَهَـا لَنَـا وَأَقَلَّهَـا


ألا أيُّهـا القَلْـبُ اللَّجـوجُ المُعَـذَّلُ

أفِقْ عَنْ طِلابِ الْبِيضِ إنْ كُنْتَ تَعْقِـلُ

أفِقْ قَدْ أفاقَ العاشِقـونَ مِنَ الـهَوَى

وأَنْتَ بِلَيلَى هَائِـمُ القَلـبِ مُتْبَـلُ

وَقَدْ زَعَمَتْ لَيلَـى بأنِّـي سَلَوْتُهـا

وَأَنَّ سِواهَـا حُبُّـه لِـي مُكمِّـلُ

فَقُلْـتُ لَهَـا يَـا لَيْـلُ والله إِنِنِّـي

لأُوفِي بِعَهدِي فِي الجَمِيـل وأُفْضِـلُ

هُبِّي أَنَّنِـي أَذْنَبـتُ ذنبـاً جهلْتُـه

وَلَمْ آتِهِ عَمدَاً وَذُو الجَهـلِ يَجْهَـلُ

فَقَدْ تُبْتُ مِنْ ذَنبِي إِلَيكِ فَهَا اقْبَلِـي

وَمِثلِي إِذَا مَا تَـابَ مثـلُك يَقْبَـلُ

عَفَا الله عَـمَّا قَـدْ مَضَـى لِسَبِيلَـه

فَهَـا أَنَا مِنْ ذَنبِـي لَكُـم أَتَنَصَّـلُ

فَإِنْ شِئتِ هَاتِي نَازِعِينِـي حُكومَـةً

وَإِنْ شِئتِ قُلنَا : إِنَّ حُكمَكِ أَعـدَلُ

وَإِنْ كَانَ هَذَا الهَجْـرُ هَجْـرَ تَـدَلُّلٍ

فَقَدْ زَادَنِـي يَا لَيـلَ هَـذَا التَّـدَلُّلُ

أُعلِّلُ مِنكِ النَّفْسَ بالوَعدِ وَالـمُنَـى

فَهَل لِي بِيَـأْس مِنكِ لَيلَـى أُعَـدِّلُ

أَهِيـمُ بِكُـمْ فِي كُلِّ يَـومٍ وَلَيلَـةٍ

جُنوناً وَجِسْمِـي بالسّقَـامِ مُوَكَّـلُ

سَأبْكِي عَلَى مَا فَاتَ مِنِّـي صَبابَـةً

وَأنْدُبُ أيَّـامَ السُّـرُورِ الذَّوَاهـبِ

وأَمْنَـعُ عَيْنِـي أَنْ تَلَـذَّ بِغَيْرِكُـمْ

وإنِّي وإِنْ جَانَبْـتُ غَيْـرُ مُجانِـبِ

وَخَيْرُ زَمَانٍ كُنْـتُ أَرْجُـو دُنُـوَّهُ

رَمَتْنِي عُيُونُ النَّاسِ مِنْ كُلِّ جَانِـبِ

فَأصْبَحْتُ مَرْحُوماً وَكُنْتُ مُحَسَّـداً

فَصَبْراً عَلَى مَكْرُوهِهـا وَالْعَوَاقِـبِ

وَلَمْ أرَهَـا إِلاَّ ثَلاثَـاً عَلَـى مِنَـىً

وعَهْدِي بِهَا عَـذرَاءَ ذَاتَ ذَوَائِـبِ

تَبَدَّتْ لَنَا كَالشَّمْسِ تَحْـتَ غَمَامَـةٍ

بَدَا حَاجِبٌ مِنْهَا وَضَنَّتْ بِحَاجِـبِ

عَفَا الله عَنْ لَيْلَى وَإِنْ سَفَكَتْ دَمِـي

فَإِنِّي وإِنْ لَمْ تَحْزَنِي غَيْـرُ عَاتِـبِ

عَلَيـهَا وَلاَ مُبْـدٍ لِلَيْلَـى شِكَايَـة

وَقَدْ يَشْتَكِي المُشْكَى إلى كُلِّ صَاحِبِ

يَقُولونَ تُبْ عَنْ ذِكْرِ لَيْلَـى وحُبِّـهَا

وَمَا خَلْدِي عَنْ حُبِّ لَيْلَـى بِتائِـبِ

أَلاَ فِي سَبِيلِ الحُـبِّ مَا قَـدْ لَقِيْتُـهُ

غَـرامـاً بِـهِ أَحْيَـا وَمِنْـهُ أَذوبُ

أَلاَ فِي سَبِيـلِ اللهِ قَلْـبٌ مُعَـذَّبٌ

فَذِكْرُكِ ، يَا لَيْلَى ، الغَـدَاةَ طَـرُوبُ

أَيَا حُبَّ لَيلَـى لاَ تُبَـارِحُ مُهْجَتِـي

فَفِي حُبِّـهَا بَعـدَ المَمَـاتِ قَرِيـبُ

أَقَـامَ بِقلْبِـي مِنْ هَـوَايَ صَبابَـةً

وَبَيْنَ ضُلوعِـي وَالفـؤادِ وَجِيـبُ

فَلَوْ أَنَّ مَا بِي بِالحَصَى فَلَقَ الحَصَـى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ديوان... مجنون ليلى قيس ابن الملوح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ~*¤ô§ô¤*~ منتديات الفنون والأدب العربي ~*¤ô§ô¤*~ :: ×÷·.·´¯`·)» منتدى الشعر والنثر والخواطر «(·´¯`·.·÷×-
انتقل الى: